وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

 

   دعوة إلهية لعباده بالمسارعة دون تأخير أو تردد، للتنافس على عمل الخيرات وترك المنكرات، فإن ذلك مما يوجب المغفرة، فإن غفران الله للعبد، يعني نزول رحماته عليه، وإن حدوث المغفرة والرحمة للعبد، لابد أن مآلها أو نتيجتها وعاقبتها، جنة وصفها الخالق عز وجل بأن عرضها كعرض السماء والأرض.. فإن كانت جنة تلك المسافة الهائلة عرضها، فما بالك بطولها؟

   قيل عن معنى قوله تعالى (عرضها السماوات والأرض ) كما جاء في تفسير ابن كثير، أنه تنبيه على اتساع طولها، كما قال في صفة فُرُش الجنة ) بطائنها من إستبرق)  فما ظنك بالظهائر؟ وقيل: بل عرضها كطولها، لأنها قبة تحت العرش، والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله. وقد دل على ذلك ما ثبت في الصحيح:" إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة، وسقفها عرش الرحمن ".

  إذن هي جائزة واضحة بذاتها، تنتظر المسارعين بالخيرات والصالحات. تنتظر المستغفرين والمستغفرات. تنتظرهم جنة لا يعلم سعتها وجمالها وما فيها من نعيم دائم خالد، سوى الله عز وجل.

   قال الآلوسى: وسبب نزول هذه الآية أن المسلمين قالوا: يا رسول الله. بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا، كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة داره: اجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآيات إلى قوله ( والذين إِذا فعلوا فاحشة ) الآية. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم بخير من ذلكم؟ ثم تلاها عليهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق