تفاءل بالخير وعش سعيدا


     في الحديث الشريف: " لا طيرة، وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ". وكان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل الحسن ويكره التشاؤم. وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ كما قال ابن حجر: لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله في كل أحواله.
  
  من مظاهر الفأل الحسن الذي كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يحب الأسماء الجميلة، ويعجبه التيمن في شأنه كله، باعتبار أن أصحاب اليمين أهل الجنة، وهكذا تجد الأمثلة أكثر من أن نحصرها ونعدها ها هنا.
  إن التفاؤل الذي نسمع عنه وندعو إليه كل حين، هو ذاك الإحساس المرهف أو الشعور الذي يتولد داخل الإنسان، وهو بلغة العلم، طاقة تولد حركة وسلوكاً على أرض الواقع. وحين يقع بالنفس إحساس التفاؤل، فإن الذي يحدث حينها هو نشوء طاقة إيجابية داخلية داخل الجسم. هذه الطاقة حين نترجمها إلى الواقع عبر تصريفها بشكل ما، ستكون نتيجتها الطبيعية سلوك إيجابي في الواقع الحياتي.
   حاول دوماً أن تملأ نفسك بمشاعر التفاؤل، فإنك إنما تملؤها طاقة إيجابية فاعلة، تؤثر على سلوكياتك وأفعالك مع نفسك قبل غيرك، وما حولك من جمادات وأحياء. وإنه بالضرورة ستكون تلك السلوكيات إيجابية طيبة عليك مثلما على غيرك وما حولك.
   رغم صعوبة الأمر بادئ ذي بدء، لكن مع التكرار وإجبار النفس على توليد هذه الطاقة، ستجد أن طرائق تعاملك مع نفسك ومن حولك من البشر ستكون رائعة، وبالتالي استجاباتهم وردود أفعالهم نحوك ستكون بالمثل أروع وأكثر إيجابية.
   لاحظ حين تقوم بالعكس من ذلك حين تملأ نفسك بمشاعـر التشاؤم، رغم أنه في ديننا لا نعترف بالتشاؤم. إنك هنا تملأ نفسك طاقة سلبية مخربة هادمة، تتأثر بها كثيراً سلوكياتك وأفعالك مع نفسك وغيرك وما حولك، وتكون النتيجة سلبية غير محمودة ولا مقبولة، لا لك ولا لغيرك وما حولك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق