خليك طبيعي ..


   
  أغلبنا يدرك أهمية أن يكون أحدنا طبيعياً في تصرفاته وتعاملاته مع الاخرين ، لا يتكلّف ولا يتعمد اظهار صورة غير صورته .. وكلما كان أحدنا طبيعياً كما هو مع أهله وأصحابه وزملائه، كلما كان أقرب إلى القبول .. لكن الذي يحصل هو أن كثيرين يسيرون عكس هذا الأمر فتتعقد أمورهم وتتشابك ..

   كلما كنت طبيعياً في تعاملك مع الغير لا تتكلف ولا تخلق لنفسك شكلاً ليس هو شكلك، كلما كانت فرص قبولك لدى الآخر أكبر وأكثر. هذه حقيقة لم نكتشفها اليوم ، بل هي معروفة منذ قديم الزمن..  إن الذي يقابلك لأول مرة، وخاصة إن تحدد موعد لذلك ، يمكنه أن يتعرف عليك فوراً في الدقائق الأولى، أتدري كيف؟  إنه عادة يكون قد سأل عنك وحاول معرفة بعض المعلومات عنك، وسيكون لقاؤك الأول معه فرصة له بالدرجة الأولى ليطابق ما سمعه عنك مع ما سيصدر منك في اللقاء.

  حاول أن تتصرف بشكل طبيعي جداً، وكن متواضعاً، فإنّ من تواضع لله رفعه، وهذه حقيقة لا غبار عليها مطلقاً.. انتبه لطريقة جلستك وتصرفاتك وحركات العين والأيدي . لا تبدو مشتتاً مرتبكاً. إنها مسألة دقائق معدودات ستنقضي ولن تتوقف الحياة . ثق تماماً في ذلك .

  حاول مرة أن تتصرف بشكل يخالف طبيعتك، وحاول أن تمثّل وتتصرف كشخص آخر مع زميل لك، ثم أطلب منه أن يحكم على تمثيلك وتصرفاتك..  سيقول لك على الفور: أنت شخص آخر ولكن غير صادق . وسيقول : لا أشعر بأنك تتصرف بتلقائية وعن صدق وحقيقة. أنت بدورك ستقول لي : نعم هذا صحيح لأنه زميلي ويعرفني، فأقول لك : نعم، ولكن جرب أن تتصرف بشكل لم يعتد عليه من ذي قبل ودون أن تخبره، ثم اسأله أن يحكم عليك. ستجده يكرر ما قال لك مسبقاً.

  خلاصة الحديث وهي ما أدعو إليها اليوم، أن تتصرف كما أنت وكما ترغب أنت لا غيرك،  فإن نجحت في هذه الخطوة، فثق أنك في الطريق الصحيح نحو تثبيت صورة ذهنية رائعة لك في ذهن من يقابلك لأول مرة، بغض النظر عمّن يكون هذا الشخص.. إن هذه الصورة الرائعة الإيجابية التي ستتكون عنده ، ستكون لها عظيم الأثر في نفسه وذهنه لفترات طويلة ، وربما ينبني عليها أمور كثيرة ..
 جرب ما قلناه في أول لقاء قادم لك مع من سيكون وسترى النتائج فوراً..  
وأتمنى لك التوفيق في كل الأحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق