حياتنا مشاعر متنوعة متغيرة..

   
   الهم والغم والحزن والفرح والإحباط والكآبة وغيرها من مشاعر متنوعة، قد تداهمك فجأة دون سابق إنذار أو استئذان، وفي أي مكان وزمان. تجد أحدنا يعيش فترات عادية روتينية ، لا سرور ولا أحزان ، بل حالة من اللاشعور إن صح التعبير والوصف .. لكن فجأة تحل عليه حالة كآبة لا يعرف مصدرها ، تستمر معه لفترة ما، سواء طالت أم قصرت ، إلا أن نهاية الأمر تجد الكآبة وقد اختفت من دون أن تدري، وإن كان أحد الأسباب القوية التي قد لا يتنبه لها كثيرون، متمثل في مسألة الرجوع الى الله واللجوء إليه أثناء تلكم المشاعر.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب والصدور والنفوس.

    الحياة بالطبع ليست هموماً وغموماً، وإن كانت لا تخلو منهما على أية حال، فهذه حال الدنيا .. فكما أنك تجد حزناً لأمر ما ، تجد بالمقابل فرحاً وسرورا ، وكما أن هناك أيضاً شر وأشرار، فكذلك خير وأخيار، وهذه هي متناقضات أو أضداد هذه الحياة الدنيا، التي لا بد أن نستوعب مفرداتها وأدبياتها، التي بها ستطمئن القلوب، ونكون على بينة من أمورنا ونحن في الطريق سائرون، ليس إلى المجهول، كما يدعي ويزعم الزاعمون غير المؤمنين بالغيب والحياة الأخروية، وإنما إلى الله سبحانه.

  إن أدركنا تلك التفاصيل وتم استيعابه عن حياتنا العاجلة هذه، فإن ما نتعرض له  كحزن أو هم أو غم أو شر أو حتى خير وفرح وسعادة ، فمن المؤكد أنها كلها أمور مؤقتة لا تدوم .. إن هبطت حالة كآبة علينا، فلا يجب أن تسود وتظلم الحياة في أعيننا، بل نستعين فوراً بذكر الله على إزاحتها حتى لا تعطلنا عن المسير ولنستشعر بثقة وطمأنينة أنها حالة مؤقتة ستزول حتماً، مهما كانت فترتها ومهما كانت صعوبة الاستشعار.. وبالمثل لا يجب أن نفرح كثيراً بحالة الرخاء والسرور والنعمة، فإنها كذلك زائلة أو إلى نقصان .

  حين نعرف ونفهم كل تلكم الحقائق، فيومها لا أعتقد أن أحدنا سيكتئب ويعيش أياماً وليالي في نكد من العيش لا يطاق، بل بقليل من الصبر وكثير من ذكر الله، تصفو النفوس ولا تتعطل عن السير في الطريق إليه سبحانه، الذي نسأله أن نصل إلى نهايتها وهو راض عنا غير غضبان، فهذا أمل كل مؤمن وموحد في هذه الدنيا.. رضا الله لا شيء غيره أو قبله ولا بعده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق