اضبط أعصابك تسلم حياتك..


   من السهل أن نطلب من الغير ضبط اعصابهم في مواقف لا يمكنك ضبط تنفسك فضلاً عن اعصابك .. لكن هل كلما صادف أحدنا موقفاً أحمقاً ، يبدأ في التهور والغضب وما إلى ذلك من أفعال، أم لابد أن يحاول المرء قدر المستطاع أن يعاكس الموقف ؟

   إننا في كل مرة نتفاعل مع حدث حياتي قد لا يستأهل التوقف عنده دقائق معدودة ، إنما نساهم بشكل غير مباشر في صناعة مرض من الأمراض داخل أبداننا التي هي في غنى عنها..  يحدث ذلك حينما يغيب العقل عن المواقف المثيرة، ولا يكون هو المسيطر والموجه للموقف ، بل بدلاً منه ، تجد  الشيطان أو النفس الشيطانية صاحبة الحضور القوي والفاعل..

   حاول أن تتخيل نفسك في موقف حياتي من تلك التي نتحدث عنها ، وقد استشاط بك الغضب من أمور معينة في ذاك الموقف .. تخيل كيف ستكون هيئتك وصورتك وأنت غاضب فائر متهور، وتخيل كيف سينظر الناس إليك حينها ، وماذا يمكن أن يقول الناس عنك في الوقت ذاك.. لا شك أنك لن ترضى ما يمكن أن تكون تعليقاتهم عليك..

    لكن تخيل الوضع المعاكس حين تضبط أمورك وأعصابك، وتتحكم بالموقف وتكون أنت المسيطر والمتحكم بزمام الأمور، وليس الموقف من يحركك أو يوجهك بدفع رباعي ثقيل من الشيطان وحزبه .. لاشك أنه قمة الروعة ، فيما هو الخذلان ذاته بالنسبة للشيطان وكذلك من يهمهم خسارتك في الموقف ..  

  إن مثل هذه التخيلات والتصورات الايجابية لسيناريوهات مواقف حياتية متنوعة، وقت الراحات والهدوء النفسي أو الفضفضة الاسترخائية، من شأنها أن ترسل رسائل ايجابية على شكل حقائق للعقل اللاواعي بأن يكيّف الجسم ويهيئ العقل الواعي للتصرف بهدوء وحكمة في أي موقف حياتي شبيه، مستقبلاً  فيه إثارة سلبية ..

    وجود العقل بثقله ومكانته ووعيه في مواقف مثيرة سلبية ، مع السيطرة عليه ، من شأن هذا الوجود تهدئة الأوضاع بسرعة، والتوصل إلى حلول حكيمة ترضى الأطراف المتشابكة أو المتنازعة كلها، إذ لابد أن يكون في مثل تلك المواقف أحد الطرفين وقد بدأ يستخدم عقله حتى تسلم الجرة من الكسرة، فإن غياب العقل عن الطرفين يعني الفوضى، فيما وجود عقل واحد على أقل تقدير، يمكنه ضبط الأمور إلى حد معقول ، ووجود عقلين لاشك أنه هو النموذج الأمثل الذي نبحث عنه.
  
  إن مثل هذا التصرف هو ما كان معروفاً عند الأنبياء ومن بعدهم الحكماء ، وعلى رأسهم جميعاً سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وغالبية صحبه الكرام. وهل هناك من البشر من هم أفضل من أولئك الكرام ؟ إن الأمر لك وأمامك لتقرر ما أنت فاعله في مواقف مستقبلية ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق