الناس في الابتلاءات مذاهب


  أحدنا قد يتعرض لمحنة أو مصيبة أو ابتلاء، فتجده من شدة الابتلاء لا يصبر. والناس قدرات ودرجات في الصبر، فيتأفف ويتململ وبالتالي يضيع الأجر، وهو المقصد الرئيسي من الابتلاء أو المحنة. نعم قد يرفع الله عنه البلاء أو المصيبة بعد حين، لكن بعد أن يكون قد أخفق في الاختبار.


  حياتنا الدنيوية ما هي سوى قنطرة، أو طريق مليء بالمحن والابتلاءات على اختلاف أنواعها وشدتها، بل هي أكثر مما يمكن أن نحصيها ونحصرها هاهنا. لكن المتفق عليه أنها أمر طبيعي. لماذا؟ لأننا نعيش - كما أسلفنا - في دار امتحان وابتلاء. وهذه حقيقة من حقائق الحياة التي لابد أن نعيها ونتفهمها جيداً، كيلا نعيش في قلق وتوتر دائمين.


  حوادث الدنيا والمحن المتنوعة إن جاء وقتها كما هي مقدّر لها، فلن تميّز بين أحد. الناس كلهم سواسية أمامها. بمعنى أن المصيبة لو نزلت، لا تعرف فقيراً أم غنياً، قوياً أم ضعيفاً، مسلماً أم غير مسلم، كبيراً أم صغيرا.. وليس هذا هو المهم في حديثنا، بقدر أهمية الكيفية التي علينا التعامل معها، لأن هذه الحوادث والابتلاءات ما هي إلا جملة اختبارات من بدء التكليف حتى الممات، حتى يخرج أحدنا من مدرسة الحياة المخصصة لاختبارات متنوعة عديدة وكثيرة، وبنتيجة محددة واضحة: إما نجاح وانتصار أو رسوب وإخفاق.


  المسلم المؤمن يتعلم منذ نعـومة أظفاره مسألة الإيمان بالقدر خيره وشره، فتجعله يطمئن إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويكون موقناً تمام اليقين أنه يُثاب على أي مكروه يصيبه، حتى الشوكة يشاكها، له فيها أجر. أجر الألم أولاً، ثم أجر الصبر على الألم ثانياً. وقد تعلمنا من ضمن دروس الإيمان الأولى ضمن المراحل الدراسية المبكرة، أن المؤمن أمره كله خير، إن أصابه خير فشكر كان له أجر، وإن أصابه شر فصبر كان له أجر أيضاً..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق