اعقلها وتوكل


  تجد نفسك أحياناً وقد وصلت لمرحلة من الإنهاك والتعب، لا لعمل بدني فيزيائي، ولكن بسبب تفكير متواصل في أمر ما، تريد أن تتخذ قراراً بشأنه. فتجد نفسك في حيرة من أمرك.
  • هل تتخذ القرار أم تتريث؟
  • هل هذا القرار هو الأصوب أم الأحوط أم الأضمن؟
  • هل أنت من يجب عليه اتخاذ هذا القرار أم يمكن تكليف آخرين بذلك؟

وهكذا تجد نفسك في فوضى من التفكير والتردد، لا تدري ماذا عليك فعله..
ولن يغبطك أحدٌ على حالتك تلك بكل تأكيد.

   ما هو التردد؟
  إنه يعني بكل وضوح، أن همساً أو صوتاً خافتاً يأتيك من أعماقك يدعوك إلى عدم خوض ما أنت بصدده، ويدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت كذلك، إلى التوقف والتفكر مرات ومرات، ويبدأ يقرأ عليك أوهاماً وتوهمات، ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة متشائمة..

    من الطبيعي أن تتريث وتتمهل وتقف طويلاً قبل اتخاذ قرارك في أي أمر من أمور حياتك، إن أنت استمعت إلى ذاك الصوت أو الهمس الخفي، أو تعمقت أكثر في الأمر بأن تصل إلى حد التصديق.

   التردد يختلف عن التخطيط والتفكير الشامل قبل اتخاذ أي قرار. المقصود من التردد ها هنا، هو عدم الإقدام على الخطوة الأخيرة، من بعد اتخاذ كافة الإجراءات والتخطيط اللازم والتفكير المناسب.

   عدم إنهاء الموضوع والتوقف عند الخطوة الأخيرة أو الدرج الأخير من سلم صناعة القرار، إنما هو الخسارة الأكيدة. لماذا؟ لأنك أهدرت وقتاً وجهداً وأنت في مراحل التهيئة والترتيب اللازمين لاتخاذ القرار، وبدلاً من أن تكلل كل تلك المراحل بالإقدام على الخطوة الأخيرة، لكي ترى النتائج، بغض النظر عن ماهيتها، تكون قد أضعت على نفسك فرصاً، ربما ثمينة وغالية، وقد لا تتكرر مستقبلاً.

   ضع في ذهنك حديث الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:" اعقلها وتوكل".. أي خذ بكل الأسباب الميسرة والمشروعة ثم توكل على الله واتخذ قرارك ونفذ الأمر، وستجد التوفيق والنجاح أمامك وحليفك بإذن الله.  

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق